منتدى المشاغبين

مرحبا و اهلا وسهلا بك في المنتدىوالله نورت
اذا كنت زائر نتمنى تنضم لينا واذا كنت عضو نتمنى نشوف جديدك
واتمنى لكم الحظ السعيد والتوفيق
والسلام عليكم

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى المشاغبين

مرحبا و اهلا وسهلا بك في المنتدىوالله نورت
اذا كنت زائر نتمنى تنضم لينا واذا كنت عضو نتمنى نشوف جديدك
واتمنى لكم الحظ السعيد والتوفيق
والسلام عليكم

منتدى المشاغبين

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

لجميع المشاغبين و المشاغبات

اكتب اسمك وشوف تسريحة شعرك؟؟؟      *        voici les noms des Quelques sites intéressants        *        صورة لورقة امتحان أضحكت كل الأساتذة      *       Les different types de guitares       *       فوائد دراسة الشباب مع البنات .. هههههه      *       لماذا يرسب الطالب في الامتحان؟؟        *       علامات حضور ملك الموت       *      (( وصف يوم القيامة ))         *         الدَّال على الخير كفاعله     *        ...تلاوة...رائعة.....         *        الحمار الذكي والعكس 0000000          *            دعوة فرح واحد عصبى ........ هع هع هع          *         أدخل و أضمن لك الضحك المميت        *       اختبر ذكائك         *          أتحداك لو ما تضحك !!         *      أشكالنا في عام 3000 ؟؟!!          *         صور بدون تعليق....... اضحك         *           أمواج متجمده......روووعه         *LA XBOX 360          *        La PlayStation Portable ou PSP         *        youtube . com          *       اعرف شخصيتك من الصورة؟؟؟؟         *              كيف تعرف إنك مجنون ولا لاء ..؟!!!          *             لعلاج البشره الحساسه ،،،،، ولراحه البشره المتعبه من الشمس والعوامل الاخرى                *             طريقه عمل مكياج افريل لافين.....            *           REAL DIAMON          *           ஐ Cute DrEsSeS ஐ ‏         * اكسسوارات يابانيه           *         ديكور لمحبي السيارات       *            ▌ ▌ ▌رمادى,,,أسود,,,أبيض▌ ▌ ▌,,,           *         AmeRiCan ChicKeN,,,         *          *•~-.¸¸,.-~*عنـــــــدما تصبح وحيـــدا *•~-.¸¸,.-~*           * دموع على مقبرة الأحزان             *             بنت تتحدث مع الجن على الماسنجر            *         حاول أن تقراها دون بكاء          *         ذكاء محتال      *         رسالة أم محششة لإبنها ..      *         قصة غريبة جدا ..

2 مشترك

    قصة : المتعة المفقودة ( الجزء 2)

    ¤DARK ANGEL¤
    ¤DARK ANGEL¤
    ادارة عامة
    ادارة  عامة


    توقيع المنتدى : قصة : المتعة المفقودة  ( الجزء 2) Fp_0510
    الأوسمة : قصة : المتعة المفقودة  ( الجزء 2) 0e27fb10
    قصة : المتعة المفقودة  ( الجزء 2) 8010
    الحمل الكلب
    عدد المساهمات : 103
    تاريخ الميلاد : 05/04/1994
    تاريخ التسجيل : 18/06/2009
    العمر : 30
    العمل/الترفيه : pupil
    المزاج : desperate
    تعاليق : *¤*¤*¤

    :lkjh قصة : المتعة المفقودة ( الجزء 2)

    مُساهمة من طرف ¤DARK ANGEL¤ السبت أكتوبر 31, 2009 11:52 pm

    (7)

    استيقظت عذاري في الظهيرة وكانت تعتصر من الجوع وقررت الخروج وبما أن الجميع سوف يكون نائماً ولن يصحو أحداً منهم إلا في وقت متأخر من ذلك اليوم لهذا اطمأنت وخرجت بعد أن لبست عباءتها .
    ذهبت تكتشف تلك المدينة الرائعة المطلة على البحر والمشهورة بمركزها التجارية الراقية والفخمة وبفعاليتها السياحية المميزة ، ولكنه ليس اكتشاف للبحث عن بضاعة أو فعالية اكتشاف للبحث عن مطعم مميز يرضي غرور جوعها .
    استقلت مركبة أجرة وانطلقت لإحدى تلك المراكز وعند وصولها توجهت مباشرة إلى باحة المطاعم .
    وبعد وجبة دسمة من مطعم إيطالي تكونت من الباستا الإيطالية الحارة ومشروب غازي منعش وسلطة السيزر الشهية ، ابتسمت عذاري وقالت في نفسها سوف ينفذ المال إن عشت بهذا الترف .
    وقامت من بعدها وبعد أن حمدت الله عز وجل على إنعامه وتفضله عليها ، تتجول في أنحاء المركز وتوقفت كثيراً أمام المحلات النسائية تتمعن بأسى تلك المنتجات الجميلة وتتمنى لو أن بحوزتها المال الكافي للشراء ، كم ذلك مؤلم أن يكون أبواك أغنياء وأنت فقير معدم وحيد في عالم غريب .
    وأمام محل لبيع النظارات الراقية والتي تحمل أفخم الماركات العالمية لفت انتباهها نظارة شمسية جميلة جداً جمعت بين اللون الذهبي الخفيف والذي تطرز بها حوافها الخارجية وبين اللون الوردي الهادي والذي طغى عليها بالكامل وبين عدستها السوداء ، ما أروعها وبدون وعي وجدت نفسها داخل المحل وكان وقتها فالمحل أحد المشترين والذي كان مشغولاً بتجريب بعض النظارات لوحده والبائع والذي استقبل عذاري بابتسامة ثقة أنها سوف تشتري وليس مجرد مرور ، توقفت عنده وسألت عن النظارة في الخارج .
    قال البائع : الكل يسأل عنها .. وبدأ يشرح لها طريقة صناعتها وماركتها ومميزاتها وضمانها العالمي وبعد أن انتهى من شرحه الممل سألته عذاري بلطف : كم سعرها ؟
    قال بلهجة ثابتة : ثلاث آلاف درهم .
    ابتسمت بخجل وقالت :شكراً وفي نفسها تقول كل ما أملك هو مبلغ أربع آلاف درهم .
    قال البائع وكأنه خسر صفقة : لا تريدينها !!
    أجابت : في وقت آخر سوف آتي لأخذها .
    تدخل المشتري وقال أعطها النظارة وسوف أحاسبك أنا عنها ونظر إليها بنظرة جعلتها تشعر بنواياه السيئة وإن كانت غير سيئة فما هذه الوقاحة وقلة الأدب لست شحاذة ولا فتاة ترتمي في أحظان من يشتري لها الهدايا لهذا لست رخيصة فأي كرم زائد يجعله يدفع كل ذلك المبلغ لامرأة لا يعرفها ولم يلتقي بها يوماً ما ، في زمن كثر فيه اللئام وقل بل وأحيان ينعدم فيه الكرام ليس هناك مجال إلا أنه من الصنف الأول فالكرام لا يتدخلون كما تدخل ذلك الوقح .
    قالت بعد أن ارتسمت على شفتيها ابتسامة جادة : شكراً ولكني أستطيع شراءها الآن ولكني لا أريد !
    ضحك بصوت خفيف سخيف : وقال اشتريها الآن إذاً إن استطعتِ وعاد ليجرب بعض النظارات .
    إنه التحدي ما أوقحه وما أغباه سوف أقتله قهراً أعرف أني تسرعت جداً ولكن كنت أريد أن أخرس هذا الذكر .
    قالت متوجه للبائع : أعطني إياها وأخرجت محفظتها ودفعت سعرها بالكامل وسط ذهول المشتري والذي كان يسترق النظر إليها .
    لم تنظر ناحيته ولم تفكر فلماذا تشوه عيناها بالنظر لمثل هذا اللئيم شكرت البائع بعد استلام كيس جميل وضعت فيه النظارة ومن ثم خرجت وما أن اختفت عن أنظارهم إلا وضحكت بصوت مسموع وقالت في نفسها لقد أفلست .
    وكانت هناك مجموعة من الفتيات المراهقات بقرب إحدى المحلات وجهن نظرهن إليها بعد سماعهن ضحكتها وبجرأة من إحداهن أأكد أنكِ اشتريتِ شيئاً مميز .
    قالت عذاري : نعم تلك النظارة الوردية .
    وبصوت واحد ارتفع صوت المراهقات: واو رائعة .
    وانطلقت عذاري إلى حال سبيلها مبتسمة من الموقف الذي حصل لها ، وبعد جولة طويلة في المركز الضخم وكانت حينها الشمس تتأهب للرحيل قررت الذهاب لمسجد فيه قسم للنساء على شاطئ البحر والصلاة فيه صلاة المغرب ومن ثم الجلوس على شاطئ البحر .
    وبعد انتهائها من الصلاة توجهت لأحدى المطاعم الموجودة بالقرب من المسجد واشترت بعض السندوتشات مع عصير الفراولة الطازج وانطلقت للجلوس على الشاطئ وتناول الطعام .
    وبعد انتهائها من عشاءها ووضع القمامة في مكانها المخصص ، عادت وجلست مكانها ونظرت للأفق وقالت بهدوء ولكنه بصوت مسموع غداً سوف يكون أفضل .
    ومن خلفها ارتفع صوت رجل يافع ثابت الخطى : من صغر سنكِ وأنتي تحبين البحر .
    التفت مرعوبة وتتمنى أنه ليس الذي في بالها ولكنه هو بعينه إنه أباها تسمرت مكانها ولم تستطع الحراك بل ظلت تنظر إليه وهو يقترب .
    أشار لها بأن لا تقوم وهي في قرارات نفسها تعلم أنه لا أمل للوقوف فلقد شلت من الخوف .
    وصل إليها وجلس عن يمينها وضم ركبتيه بيديه كما تجلس ابنته ونظر للأفق وقال : غداً سوف يكون أفضل .
    عادت لوضعيتها وهي تقول وبصوت هادئ : لا أعتقد ذلك !
    وطال الصمت بينهما .

    (Cool

    أحببت أمكِ من كل قلبي ولكن بعد سنتان من زواجنا مات ذلك الحب لأننا لم لم نسقيه وأهملناه وتراكمت حوله الحشائش الضارة وذبل وصارت حياتنا مجردة من كل شيء يعنيه ذلك الحب وصار الجامع بيننا عقد القران فقط .
    لقد كرهت المنزل بما فيه وأيضاً أنتم وأعترف بها يا عذاري كرهتكم جميعاً لأنني كنت أشعر بأنني منبوذ بينكم فتصرفاتكم كانت تقتلني ، إن دخلت للمنزل ذهبتم لغرفكم وان جلست معكم لنتناول الطعام لا يحادثني أحد منكم غير أمكم ، وأنا أعلم أنها هي من علمتكم كل ذلك من مبدأ الاحترام ولكنه لم يكن احتراماً بلا تعذيباً لي وإهانة ، لم أستطع الانسجام معكم فطبيعة عملي القاسية وذلك الكم الهائل من المجرمين والقضايا جعلني شخص ثائر منعزل فلم استطع أن أتقرب وكنت بحاجة لمن يقربني إليكم ويجمعني بكم ، كنت أسمع نداءات قلوبكم وهي تنادي أحضنني يا أبي أنا بحاجة لك يا أبي ولكنني كنت حائراً أين المدخل أين الخلاص ، نظراتكم كانت تبكي قلبي وكنت أريد أن أصرخ أحبكم يا أطفالي هيا بنا نعود لعالمنا الأسري الرائع لكن لا أمل ، وأيضا أمكم لعبت الدور الأكبر في عدم الانسجام فبرودها وعدم مبالاتها في اندماجي بينكم وأنانيتها جعلتني لا أفكر إلا بنفسي أصبحت أنانياً ولكن ليس بكل ما تعنيه الكلمة ، فأنا أكدح وأخاطر بنفسي لملاحقة المجرمين لكي أنظف مجتمعي من تلك الشرذمة .
    لست أنانياً يا عذاري قالها مترجياً أن تصدقه بعد أن التفت نحوها واغرورقت عيناه بالدمعات .. لست أنانياً .
    ظلت عذاري تنظر إلى الأمام دون أن تلتفت إليه أو تتفوه بكلمة .
    ثم عاد ونظر للأفق ، هل تعلمين أنني علمت مكانكِ بسهولة فاتصالاتي لم تتعدى الأربع اتصالات وأخبروني أنكِ نزلتِ في إحدى فنادق الشقق المفروشة في هذه المدينة ، وبهذا حددت وجهتي ، وبما أنني أعلم أنكِ تعشقين البحر وبالذات هذا المكان جئت مباشرة إلى هنا .. عذاري .
    نعم يا أبي .
    هل تذكرين أننا كنا نلعب في يوم من الأيام هنا .
    لم تجب عذاري وأجهشت بالبكاء .. ما أروعها من ذكريات وما أحلاها من أيام .
    نظرت إليه بعد مدة وهي تمسح دمعاتها نعم نعم يا أبي أتذكر كل ذلك .
    هل تذكرين مكانها .
    ضحكت عذاري وهي تنظر لعينين أباها بكل تأكيد قالتها مؤكدة إنها المحارات التي جمعناها جميعاً في ذلك اليوم ودفناه بالقرب من تلك الصخور .
    إذاً لننظر هل سوف نجدها .
    نعم يا أبي هيا .
    قاما يتسابقان إلى أن وصلا لمجموعة من الصخور الكبيرة وحفروا هناك تحت إحداهن ووجدوا المحار .
    أمسكتها عذاري بيدها وقالت هل لي يا أبي باحتضانك .
    ودون أن يرد عليها ضمها إليه وقال أحبك يا عذاري يا أبنتي الغالية .
    بكت عذاري بحرقة وهي تمسك بالمحارات بقوة في قبضة يدها اليمنى .
    وطال الصمت وعذاري في أحظان أبوها وبقيت القلوب في الحديث مع بعضها .

    (9)

    استقلت عذاري مركبة أبوها وتوجهوا لفندق الشقق المفروشة لأخذ أغراض وحاجيات عذاري .
    وطوال الطريق ظلا ساكتين إلى أن وصلا .
    دخلت مع أبوها محتمية به من نظرات الفسقة في باحة الفندق وحينها استغل غانم نفوذه وأرهب مدير الفندق لإرجاع المبلغ كاملاً وخصم منه المدة التي بقيت فيها عذاري ، ومن ثم توجها للغرفة وحمل الأب جميع أغراضها وسارت بقربه عذاري كالأميرة المتباهية بشهامة الرجل الذي يسير بقربها ومن ثم سلم غانم المفتاح للاستقبال وانطلقوا لمدينتهم الأم .
    وأيضاً كان الطريق للمدينة صامتاً ، لا حديث يذكر إلا عند الاستراحة وسؤال أباها لها ماذا تريدين ؟
    ظل أب عذاري يفكر بتلك الطريقة التي تقبل بها هروب ابنته وكيف تجاوز أوامر أخوه بقتلها أو تعذيبها ، فلقد فضحت العائلة بفعلتها .
    ماذا دهاني أأصمت وأتعامل معها بهذه الطريقة ، ولكنها طريقة ناجحة ولقد تقبلتني عذاري من جديد دون معارضة وبرحابة صدر .
    قتال الأفكار ظل يصول ويجول في عقل غانم إلى أن وصلا للبناية التي تقع شقته فيها ، وهي عبارة عن مبنى مكون من ستة طوابق وفخم جداً وبه حراس للأمن ويقطن فيه غانم في الطابق الأخير .
    ركبا المصعد ومن ثم دخلا لشقته وأراها غرفتها والتي لم تأثث بعد وقعد وضع فيها فراش أبيض مع لحاف ووسادة كل منهن أبيض اللون والتي كان قد جهزها أبوها عند عودته لتبديل ملابسه لعلمه التام وثقته أنه سوف يجدها قال : نامي اليوم هنا وغداً سوف نذهب لشراء الأثاث الذي ترغبين به ، تصبحين على خير قالها بعد أن طبع قبلة شفافة ورقيقة على رأسها ورحل .
    جلست عذاري على الفراش وأخرجت من أمتعتها دفتر مذكراتها وبدأت تخط ما حدث اليوم بخط جميل جداً وجاهدت لجعله مميزاً فاليوم يوم رائع ومميز وجميل وفيه أحداث خيالية مفرحة .
    كم هي الحياة غريبة في بداية اليوم كنت خائفة مرتعبة ، ومن ثم مفلسة وليس بحوزتي غير القليل من المال وكنت سوف أهلك إن لم أجد عملاً بأقصى سرعة ثم أبي يظهر فجأة في نهاية اليوم وبطيبة وتقبل راقي أرجعني إليه وإلى الأمان ، كم هي غريبة هذه الحياة ......
    ظلت عذاري تدون في مذكراتها إلى أن غلبها النعاس وقامت وأقفلت المصابيح واستلقت ، ولا مجال للأحلام فلقد ذهبت في نوم عميق أول ما وضعت رأسها على الوسادة .

    (10)

    صراخ عم المكان في الصباح الباكر ، إهانات جارحة ، وسباب لاذع ، فتحت عذاري الباب قليلاً دون أن يراها أحد لتنظر ما هنالك ، رأت وقتها عمها يكيل السباب والشتائم لأباها وينعته بالديوث وبالحقير ، وكيف يرضى بكل ما فعلته أبنته ويظل صامتاً والأعظم أنه أحظرها معه إلى شقته .
    وأبو عذاري صامتاً لا يتحدث وينظر لمحل أقدام أخاه .
    أغلقت الباب عذاري برفق لكي لا يشعرا بها وقلبها يكاد ينخلع من صدرها من الخوف ، ماذا سوف يحدث ؟
    وظلت تستمع وكانت تذهب بها الأفكار ، إن عمي صاحب كلمة قوية ومسموعة وصاحب فصاحة لغوية كبيرة ويستطيع أن يثير النعرة الجاهلية في أبي وربما يأتي وينحرني كما تنحر الشاة أو يضربني ضرباً مبرحاً يجعلني طريحة الفراش لمدة شهر كامل .
    زاد الصوت حدة والأب صامت لا يتحدث .
    وإذا بصرخة تدوي في المحيط ، كفى كفى كفى وتبعتها لطمه قوية ، فتحت على أثرها عذاري الباب دون وعي ووقفت تنظر ، وإذا بعمها ملقى على الأرض ينظر لأباها وهو يرتعد من الخوف .
    أخرج .. قالها غانم بصوت حاد ، جمع العم ما سقط من حاجياته وولى هارباً .
    نظر غانم لعذاري وكانت لاتزال العصبية واضحة على وجهه ، ارتعدت عذاري ، وما هي إلا ثواني إلا وتحولت تلك العصبية لابتسامة هادئة جداً ورائعة ارتاحت على إثرها وهدأت روحها .
    هل استيقظتِ يا ابنتي الغالية ؟
    لم تجب عذاري غير بابتسامة .
    ذهب غانم ليغلق باب الشقة والذي تركه العم مفتوحاً وثم عاد متوجهاً لابنته .
    وبعد أن احتضنها قال : لقد جهزت لك الطعام والذي صنعته بيدي نوعاً ما .
    وهل تطبخ يا أبي
    نعم نعم تستطيعين أن تقولي ذلك فمعظم ما وضعته لكِ كان من المعلبات . ضحك الأب بعد أن أنهى جملته .
    هيا لنجربه ومن اليوم أنا التي سوف يطبخ .
    جميل جداً فسوف تستريح معدتي من أكل المطاعم وسوف أعد قائمة الطعام التي أريد .
    ضحكا وهما يتوجهان إلى غرفة الطعام والتي جهزها غانم ، وكان الإفطار عبارة عن بيض مغلي على الزيت وحبات زيتون وجبن وشاهي بالحليب وقطعتان من سندوتش الزعتر والذي أحضره من المخبز وكيس به خبز أسمر .
    تناولا الطعام بصمت فلا زالا غير منسجمان أو بالأحرى في الطريق للانسجام .
    ما أصعب الحياة وأنت ترى أبنتك أمامك ولكنك لا تعرف كيف تتواصل معها أو تحاورها , أو حتى تستمع إليها ، والذي يزيد الأمور تعقيداً عندما تكون تلك البنت صامتة .
    كم أحبكِ يا عذاري وأريدك أفضل وأريد أن أكون أباً رائعاً لكِ . ظل الأب سارحاً في أفكاره بينما كانا يتناولا طعام الإفطار .

    (11)

    وفي المساء استلقت عذاري على فراشها بعد عودتهم من محل لبيع الأثاث وأعجبها طقم غرفة نوم رائع غلب عليه الطابع الغربي الهادئ واللون الوردي مع الأبيض واختارته وقام أباها وأنهى الإجراءات وسوف يتم استلامه بعد ثلاث أيام .
    وأطالت عذاري المكوث في الفراش وشعرت بأنها ليست على طبيعتها وأن الدنيا تدور بها ، تريد أن تصرخ لكن لا تستطيع وذهبت في غيبوبة .
    دخل غانم غرفتها ونادى عليها ولكنها لم تجب ، اقترب منها أكثر وربت على خدها لتقوم : عذاري انهضي قليلاً أريدك في أمر مهم جداً !
    لكنها لا تجيب ، قاس نبضاتها ووجدها غير منتظمة وتنفسها ليس طبيعياً زاد ذلك من روعه ، وانطلق لهاتفه ليتصل بالإسعاف والتي حضرت في دقائق معدودة .
    وتم معاينتها في غرفتها وتم قياس ضغطها ونبضاتها ولكن كل منهن لم يبشر بخير فلهذا قرروا نقلها للمستشفى .
    ركب غانم بالقرب من عذاري وظل طوال الوقت يمسك بورقة بكلتا يديه ويبكي بحرقة .
    لقد أتيت لأقول لها هل وجدتِ الآن المتعة المفقودة ، وهذه الورقة التي كتبتيها وقت هروبك من منزل أخي سوف أعطيكِ إياها لكي تغييرها وتكتبي لقد وجدت المتعة المفقودة ولكنك الآن مسجاة أمامي بلا حراك .
    وصلت مركبة الإسعاف للمستشفى وهرع الطاقم الطبي لها وحملوا عذاري فوق سرير متحرك لغرفة العناية المركزة .
    لا أمل لأن الأمل يحتضر .
    ودوماً نحن هكذا لا نعرف قيمة بعضنا إلا عندما نراهم يتألمون أو نفقدهم من على الوجود .. لماذا ؟
    جلس غانم في الردهة المقابلة للغرفة التي تعالج فيها عذاري وحيداً محطماً .
    خرج الطبيب بعد مدة وطار إليه غانم يا طبيب ماذا في ابنتي ؟
    قال الطبيب : إنها تعاني من فقر دم خطير جداً وبحاجة لنقل دم الآن وبالسرعة العاجلة والحمد لله أن نوعية دمها ليست بالنادرة وموجودة في مختبر المستشفى ولقد اتصلت بهم وما هي إلا دقائق إلا وسيري في عروقها اطمئن يا سعادة العقيد غانم ابنتك في أعيننا .
    ابتسم غانم ابتسامة مرهقة : وهل لي أن أراها ؟
    تفضل لكن لا تطيل البقاء عندها .
    إن شاء الله وشكراً على جهودك يا دكتور .
    ابتسم الطبيب ورحل .
    دخل غانم ببطء ينظر لعذاري والتي نامت بين تلك الأجهزة المزعجة كالأميرة ، وضع يده اليمنى على جبتها وظل يتحسس وجهها بلطف ورقة ، ومرت خمس دقائق سريعة ولم يشعر الأب إلا بدخول أعضاء المختبر تتقدمهم عربة مخصصة لنقل أكياس الدم وفيها مجموعة من تلك الأكياس .
    أمروا غانم أن يخرج .
    ابتسم لهم وشكرهم وأوصاهم بابنته ومن ثم خرج وعاد لمكانه في الردهة وحيداً .

    (12)

    جلس بالقرب من غانم في ردهة المستشفى رجل يعرفه جيداً .
    ولم يسلم ولم يستأذن إنما بادره بالسؤال بعد أن أسند كامل ظهره على المقعد .
    لماذا أنت هنا يا غانم ؟
    ابنتي ... إجابة مختصرة .
    أرى أنك منهار جداً وهو كذلك الأبناء ما أن يصاب أحدهم بمكروه إلا وتنقلب الدنيا علينا رأساً على عقب وننسى الدنيا بما فيها ونجلس هنا ننتظر الفرج والخبر المفرح بسلامتهم ، أليسوا هم منا ؟ قالها جملته الأخيرة بتعجب بعد أن نظر إلى غانم والذي ظل ينظر لأرضية الردهة .
    لم يجب عليه غانم !
    هل ترغب باحتساء كوباً من القهوة معي في كافتيريا المستشفى لعله يهدأ أعصابك قليلاً ، أم أنك تخاف على سمعتك إذا قعدت مع مروج للمخدرات سابقاً .. قالها باستهجان واضح .
    تجاهل غانم ما يقوله الرجل وسأله : ماذا تفعل هنا ؟
    الذي تفعله أنت يا غانم أأدي واجبي اتجاه ابني ذو الثلاث أعوام المسجى في العناية المركزة من أثر تناوله كمية كبيرة من الصابون السائل ، نعم إنه إهمال ولكن ما الفائدة الآن من معرفة السبب .
    لم يرد عليه غانم وظل على حاله ينظر إلى أرضية الردهة ويضع كفيه على خديه ومستنداً بأكواعه على فخذيه .
    هل سوف تذهب معي ؟ .. أعاد سؤاله
    لا شكراً قالها غانم بعد أن نظر للرجل وبابتسامة هادئة تعبر عن امتنانه وشكره على دعوته ولكنه لا يستطيع فراق عذاري وان يكون عنها بعيداً يكفي سنوات البعد الفائتة .
    براحتك يا عزيزي غانم إلى اللقاء .
    ظل عقرب الساعة يلدغ غانم في كل نبضة من نبضاته والخوف يملئ محيطه والترقب واللهفة جعلته بلا عقل ولا قلب يفكر إلا بتلك الفتاة النائمة في غرفة العناية المركزة .
    ولكن الأمل هو الذي يبقيه في مكانه ويحفظه قليلاً من الجنون .
    amar
    amar
    عضو فضي
    عضو فضي


    توقيع المنتدى : قصة : المتعة المفقودة  ( الجزء 2) Fp_2010
    قصة : المتعة المفقودة  ( الجزء 2) 110
    العذراء الديك
    عدد المساهمات : 64
    تاريخ الميلاد : 14/09/1993
    تاريخ التسجيل : 04/02/2010
    العمر : 30
    المزاج : SoOo CoOoL
    تعاليق : No CoMeNt

    :lkjh رد: قصة : المتعة المفقودة ( الجزء 2)

    مُساهمة من طرف amar الأربعاء مارس 03, 2010 6:13 pm

    this story is great

    قصة : المتعة المفقودة  ( الجزء 2) 802238
    قصة : المتعة المفقودة  ( الجزء 2) 963717

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين مايو 20, 2024 8:11 pm